🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
لقد قال الامام الحسين (ع) ، إنّي خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي،
و لم يقول : أخرج لأدعوهم إلى الصلاة أو الصيام أو الحج ، فهم يقومون بكلّ ذلك لانهم اتخذوا من دين شعارات لطغيانه و ظلمهم و شرهم ، و لكن لأجعلهم أمّة العدل التي تتبنى الحاكم العادل لا الجائر ، و الّتي تركّز السلطة على أساس الشرعية و لا تسير وراء اللاشرعية ، و تنفتح على قضايا الحرية و العزّة و الكرامة ، لتكون كما أرادها الله [ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ ].
نعم ذلك الامام الحسين ( ع ) ، أبى أن يعيش إلاّ عزيزاً ، و انطلق (ع) ليؤكِّد للجميع و لكلّ الأجيال ، أنّه رفض اللاشرعية ، و رفض الظّلم و الانحراف عن سنّة رسول الله(ص) ، لتسير الأمّة بسيرته ، و لتحمل شعاراته ، لتجعل في كلِّ مرحلة من المراحل عاشوراء جديدة من أجل الرّسالة ، و كربلاء جديدة من أجل الحرية .
و لذلك ، أيُّها الأحبة…..
عندما تمرّ بنا ذكرى الامام الحسين(ع) باي مناسبة كانت ولادة او استشهاد او زيارة ، فإنّ علينا أن نعرف كيف نحتفل بها ، لأنّ الامام الحسين (ع) انطلق من أجل رسالة جدّه ، و من أجل الإصلاح في أمّة جده ، ونحن نعيش في الواقع الإسلامي كلّه الفساد و الإفساد ، و نعيش الحكم الجائر و الظالم الفاقد للشرعية في العديد من البلدان التي الا اسلامية بسياستها و دعمها الى قوى الاستكبار و الاحتلال و على راسهم الشيطان الاكبر اسرائيل ، و نعيش الحكام الذين نصّبهم المستكبرون في العالم من أجل أن يحرسوا مصالحهم .
إنّ ما نعيشه الآن هو ما عاشه الإمام الحسين (ع) في الواقع الإسلامي ، فما عمل على تغييره وإصلاحه ، هو ممّا ينبغي أن نعمل على تغييره و إصلاحه .
لذلك ، ينبغي أن يكون اهتمامنا نحن شيعة الحسين (ع) ، و أنصاره المخلصين له ، كيف نحمل رسالته في عملية الإصلاح ، و أن لا نتحرك بما يتحرّك به البعض من خلال التقاليد المتخلّفة ، فالامام الحسين ( ع ) لا يريد منا شعارات فقط و شعائر هو يستفيد منها بل يريد افعال و شعائر تكون نتاجها هو اصلاح الفرد و المجتمع ، يريد شعارات و شعائر نتاجها عدم القبول بالظلم ، عدم القبول في تقبل المصالحة مع دول الاستكبار اسرائيل على حساب دم الابرياء من المسلمبن و هدم الدين .
لقد ثار الإمام الحسين (ع) من أجل إسقاط يزيد ، فلنثُر من أجل إسقاط كل مخططات دول الاستكبار و الصهيونية ، و إسقاط كلّ الذين يسيرون معهم و يخضعون لهم ، فالقضيّة هي نفسها ، وإن اختلف الزّمن و الأشخاص .
لذلك ، علينا كأمّة إسلامية ، وخصوصاً الّذين يقولون إنّهم يخلصون للإمام الحسين (ع) ، أن نرتفع إلى مستوى القضيّة التي ضحَّى الإمام الحسين (ع) من أجلها .
علينا أن نمنع الذين يقتلون الأطفال في فلسطين ، وأن نرفض بأيدينا و نفوسنا و كلّ عقولنا الّذين قتلوا عبدالله الرضيع ، و الّذين يقتلون كلّ الطفولة البريئة .
إنّنا نريد أن نجعل من أمّتنا أمّةً تنطلق في طريق الحقّ ، و بهذا نخلص للإمام الحسين (ع) ، ونرتفع إلى الأفق الذي ارتفع إليه الحسين (ع) ، وإلاّ كنا كما قال(ع): [ إنَّ الناس عبيد الدّنيا ، و الدين لعقٌ على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معايشهم ، فإذا محصِّوا بالبلاء قلّ الديّانون ].
السّلام على الحسين ، و على عليّ بن الحسين ، وعلى أصحاب الحسين .
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه
بيان صادر عن المقاومةُ الاسلامية كتائبُ حزبِ الله
بسم الله الرحمن الرحيم وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ...
Read more
Discussion about this post